الدرس السادس عـشر
ثالثًا : البحور ذات التـفـعــيلـتـين المـكـررتـين
1- البـحـر الـطــويـل
الحمد لله والصلاة والسلام علَى رسولِهِ ومُصْطَفاه محمد بن عبد الله ، وَآلهِ وصحبهِ ومَن والاه ، أمَّا بعدُ : فأشهر بحور الشعر العربي على الإطلاق هو (البحر الطويل) فهو يتسع لكثير من المعاني ويستوعب ما لا يستوعبه غيره من البحور ، فيصلح للمدح، والهجاء، والفرح، والحزن، والفخر، والحماسة، … إلخ. ولذلك تَوَسّعَ العرب في بناء قصائدهم عليه قديمًا وحديثًا . وكذلك استعمله العلماء في نظم المنظومات العلمية ، ومن أشهر تلك المنظومات: الشاطبية في القراءات السبع ، والدرة في القراءات الثلاث المتممة للعشر .
ولم يستعمله العرب إلا تامًّا ، ولذلك سُمِّيَ بالبحر (الطويل) ، ولكونه أيضًا قد تصل حروف البيت الواحد منه إلى ثمانية وأربعين حرفًا .
◆ أصل بنائه :
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن ===============
=============== فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
وقد يطرأ زحاف القبض على الحشو ، فتصير به [فعولُنْ] إلى [فعولُ] بضم اللام ، وتصير [مفاعيلن] إلى [مَفاعِلُنْ] ، أما العروض فهي مقبوضة دائمًا في هذا البحر ، فالقبض في عروض (الطويل) زحاف لازم يجرى مجرى العلل .
وكذلك قد يطرأ الكف على الحشو فتصير به [مفاعيلن] إلى [مفاعيلُ] بحذف النون مع إبقاء ضم اللام ، ورآه الخليل قبيحًا ، ولكن الأخفش حسّنه ، ولا يدخل الكف على العروض لأنها مقبوضة دائمًا – كما سبق – ولا يصح اجتماع الكف مع القبض في تفعيلة واحدة .
كذا قد يطرأ الخرم بإسقاط أول حرف من أول تفعيلة في البيت لتصير [عُولُنْ] وليس بحسن .
◆ صوره المروية عن العرب :
1- تام (مقبوض العروض والضرب) .
2- تام (عروضه مقبوضة ، وضربه محذوف) .
3- تام (عروضه مقبوضة ، وضربه صحيح) .
وقد حكى حكاه الأخفش ضربًا رابعًا مقصورًا ، ولكنه نادر جدًّا ، وأهمله الجمهور .
◆ الصورة الأولى :
تام (مقبوض العروض والضرب) :
فـعـولن مـفـاعـيلن فـعـولن مَـفـاعِـلُـنْ =============
============= فـعـولن مـفـاعـيلن فـعـولن مَـفـاعِـلُـنْ
● مـثال :
فَـلَمَّا رَأَيْتُ الْقَلْبَ تَـغْـشَاهُ قَسْوَةٌ ===============
================ وَيَـعْـلُوهُ رَانٌ مِنْ رِياءٍ وَ سُمْـعَـةِ
فَزِعْتُ إلَى الرَّحْمَنِ أَرْجُـوهُ تائبًا ================
============= لِـيَـرْضَى وَلَوْ قَـبْلَ الْمَمَاتِ بِـلَـحْــظَـةِ
● تقطيع البيت الأول (بطريقة المبتدئين) :
1- الكتابة العَـرُوضِـيّة :
فَلَمْمَا رَأَيْتُ لْقَلْبَ تَـغْـشَاهُ قَسْوَتُنْ ==============
============== وَيَـعْـلُوهُ رَانُنْ مِنْ رِيائنْ وَسُمْـعَـتي
ولأن الضرب لم ينته بساكن وجب إشباع حركته .
2- تمييز الحركات والسكَنات في كل كلمة :
//ه/ه //ه/ ه/ه/ /ه/ه/ /ه//ه ===============
================ //ه/ه/ /ه/ه /ه //ه/ه //ه//ه
3- رصد الأسباب والأوتاد والفواصل :
//ه-/ه-//ه-/ه-/ه-//ه-/ه-//ه-//ه ===============
=============== //ه-/ه-//ه-/ه-/ه-//ه-/ه-//ه-//ه
4- رصد التفعيلات المحتملة :
(//ه/ه)(//ه/ه/ه)(//ه/ه)(//ه//ه) ===============
=============== (//ه/ه)(//ه/ه/ه)(//ه/ه)(//ه//ه)
فـعولن مفاعيلن فـعولن مَـفاعلن ===============
=============== فـعولن مفاعيلن فـعولن مَـفاعلن
5- اكتشاف البحر الذي تم بناء البيت على وزنه وهو :
البحر الطويل التام ذو العَروض والضرب المقبوضين .
● تقطيع البيت الأول (بطريقة المحترفين) :
فَلَمَّا /
رَأَيْتُ الْقَلْـ /
ـبَ تَغْشَا /
هُ قَسْوَةٌ
فعولن /
مفاعيلن /
فـعـولن /
مـفـاعلن
وَ يَـعْـلُـو /
هُ رَانٌ مِـنْ /
رِياءٍ /
وَ سُمْـعَـةِ
فـعـولن /
مفاعيلن /
فـعولن /
مفاعلن
حاول تقطيع البيت الثاني بنفسك .
ثم جَـرِّبْ أن تنظم بيتين من خيالك على هـذا الوزن .
◆ الصورة الثانية :
تام (عروضه مقبوضة ، وضربه محذوف) :
فعولن مفاعيلن فعولن مَفاعِلُنْ *فعولن مفاعيلن فعولن مَفاعِي
أو
فعولن مفاعيلن فعولن مَفاعِلُنْ * فعولن مفاعيلن فعولن فعولن
والظاهر أن الردف واجب في هذه الصورة ، وهو حرف مد أو لين يسبق الرَّوِيّ ، والرَّوِيُّ هو الحرف الذي تبنى عليه قافية القصيدة .
● مـثال :
قال أبو العتاهية :
إذا ما خَلَوْتَ الدَّهْرَ يوْمًا فلا تَـقُـلْ: =============
============= خَـلَـوْتُ. ولـكِـنْ قُلْ: عَـلَيَّ رَقِـيبُ
ولاَ تَـحْـسَبَنَّ اللهَ يَـغْـفُـلُ ساعةً ==============
============== ولا أنّ ما تُـخْـفي عَـلَـيْهِ يـغـيب
● تقطيع البيت الأول (بطريقة المبتدئين) :
إذا مـا خَـلَـوْتَ دْدَهْـرَ يَـوْمَـنْ فلا تَـقُلْ ===========
============= خَـلَـوْتُ ولاكِـنْ قُـلْ عَلَيْيَ رَقِـيـبُـو
//ه /ه //ه/ ه/ه/ /ه/ه //ه //ه ** //ه/ //ه/ه /ه //ه/ //ه/ه
(//ه/ه)(//ه/ه/ه)(//ه/ه)(//ه//ه) *(//ه/)(//ه/ه/ه)(//ه/)(//ه/ه)
فـعولن مفاعيلن فعولن مَفاعِلُنْ ** فعولُ مفاعيلن فعولُ فعولن
● تقطيع البيت الأول (بطريقة المحترفين) :
إذا ما /
خَلَوْتَ الدَّهْـ /
ـرَ يوْمًا /
فلا تَـقُـلْ
فعولن /
مـفاعـيلن /
فـعولن /
مَـفاعِـلُـنْ
خَـلَـوْتُ /
ولـكِـنْ قُـلْ /
عَـلَيَّ /
رَقِـيبُ
فـعـولُ /
مـفاعـيلن /
فـعـولُ /
فـعولن
حاول تقطيع البيت الثاني بنفسك .
ثم جَـرِّبْ أن تنظم بيتين من خيالك على هـذا الوزن .
◆ الصورة الثالثة :
تام (عروضه مقبوضة ، وضربه صحيح) :
فـعـولن مـفـاعـيلن فـعـولن مَـفـاعِـلُـنْ =========
========= فـعـولن مـفـاعـيلن فـعـولن مـفـاعـيلن
● مـثال :
مدح أعرابي أميرًا فقال :
فَـتًى تَهْرُبُ الأموالُ مِنْ جُودِ كَـفِّـهِ ============
============ كما يَهْرُبُ الشَّيطانُ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ
لهُ رَاحةٌ لو أَنّ مِعْشارَ جُودِها ===============
============ على الْبَـرِّ كان البرُّ أنْدَى مِن الْبَحْرِ
● تقطيع البيت الأول (بطريقة المبتدئين) :
فَـتَنْ تَهْرُبُ لأمْـوالُ مِنْ جُودِ كَـفْـفِـهِي ==========
========== كما يَهْرُبُ شْشَيْطانُ مِنْ لَيْلَتِ لْقَدْرِي
//ه /ه// ه/ه/ه/ /ه /ه/ /ه//ه ===========
========== //ه /ه// ه/ه/ه/ ه/ /ه// ه/ه/ه
(//ه/ه)(//ه/ه/ه)(//ه/ه)(//ه//ه) =============
============ (//ه/ه)(//ه/ه/ه)(/ه//ه)(//ه/ه/ه)
فـعولن مفاعيلن فـعولن مَـفاعِـلُنْ ============
============ فـعولن مفاعيلن فـعولن مفاعيلن
● تقطيع البيت الأول (بطريقة المحترفين) :
فَـتًى تَهْـ /
ـرُبُ الأمْـوا /
لُ مِنْ جُو /
دِ كَـفِّـهِ
فـعـولن /
مـفـاعـيلن /
فـعـولن /
مـفـاعـلن
كما يَهْـ /
ـرُبُ الشَّيطا /
نُ مِنْ لَيْـ /
ـلَةِ الْقَدْرِ
فـعـولن /
مـفـاعـيلن /
فـعـولن /
مـفـاعـيلن
حاول تقطيع البيت الثاني بنفسك .
ثم جَـرِّبْ أن تنظم بيتين من خيالك على هـذا الوزن .
وتلك قصائد من البحر الطويل يمكنك التدرب عليها :
◄ ذروني وغربتي !! .
◄ زاد الآخرة في ما لحفص من طريق التذكرة .
◄ هـبّت عاصفة الحزم ✈ .
وإليك اختصار هذا الدرس من منظومة (الخُلاصة الشافية) حيث قلتُ فيها :
فَــبـنـا ثَـلاثَـةِ أَبْـحُـرٍ : تَـفْـعِـيلَـتـا ================
============== نِ تُـشَـفَّـعـانِ بـكُـلِّ شَـطْـرٍ يُـنْـشَـدُ
فَابْنِ (الـطَّـوِيلَ) على [ فَـعُـولُ مَــفَـاعِـلُـنْ ] ==========
============= دَوْمًا ، وقَـبْـضُ الحَـشْـوِ لَـيْسَ يُـسَـوَّدُ
ويَـشِـيعُ تَـصْـحِـيحُ الضُّـروبِ ، وَحَـذْفُهَا =============
================ أَيْـضًا ، وَكُـلٌّ بِالشَّـوَاهِـدِ يَـسْعَـدُ
وكَـتَبَهُ / أبو قدامة المصري
وفّقه الله لِما يحب و يرضَـى
أتيتك يا مولاي طامع عفوكا ** علي فتب ثم اهدني ذا بفضلكا.
إذا أنت لم تغفر خطيئات مثليا ** فمن ذا الذي يجيرني من(١) كمثلكا؟.
_________
(١) من كمثلكا: بفتح ميم [من]، لا بكسرها.
لماذا مددت الفتح في ياء (مثليا)؟!
******* وإطلاق غير الضرب كسر كفعلكا.
ولـكن مع التصريع أي: في عروضه
******* بـقـافـية كالضـرب يحسن ذلكا.
_________
اعلم أخي أن (ألف الإطلاق) خاصة بالضرب ، فإذا اختتم الضرب بفتحة أطلقت وراءها ألفا مدية (لفظا ورسما) كما فعلت في قولك: (بفضلكا)، (كمثلكا).
وكذلك إذا اختتم الضرب بضمة أطلقت وراءها واو مدية (لفظا لا رسما)، وإذا اختتم الضرب بكسرة أطلقت وراءها ياءً مدية (لفظا لا رسما). فواو الإطلاق وياء الإطلاق تنطقان ولا تكتبان، أما ألف الإطلاق فتكتبها وتنطقها .
وهذا كما بينت خاص بالضرب ، ولا يصح إعماله في العروض إلا بشرط ، وهو “التصريع” ويكون بتسوية العروض بالضرب وزنا وقافية ، كما فعلت أنت في البيت الأول في قولك (عفوكا) باعتبار الكاف هي روي القافية ، وبذلك تتطابق مع قافية الضرب في قولك: (بفضلكا) ، أما إذا جعلت الكاف وصلا ، والروي هو اللام التي قبلها فلا يصح التصريع حينئذ فيلزمك أن تأتي بكلمة أخرى غير (عفوكا) بحيث يكون في آخرها لام مكسورة يليها كاف مفتوحة ، أو تترك التصريع (فهو ليس بواجب) وتأتي بكلمة على وزن (مفاعلن) مختومة بساكن صحيح أو حرف مد .
أما قولك (مثليا) في عروض البيت الثاني فلا تصريع فيه ، وبالتالي لا يصح إثبات ألف الإطلاق ، إلا من باب الضرورة الشعرية ، وهذا باب ضيق ولا يستحب اللجوء إليه إلا عند العجز التام عن إيجاد البديل! وليست كل ضرورة مستساغة جائزة! وسيأتي تفصيل ذلك بعد إنهاء دروس البحور إن شاء الله .
شكرا لكم يا أستاذ!
فهمت جيدا، جزاكم الله خيرا.
لكن -أثابكم الله- ماذا عسى أن أفعل إذا كان آخر حرف في الضرب محرك غير ممدود -كما في كلمة: (مثلي) التي صححتم- وكان الضرب مختوم بساكن ك (مفاعلن)؟ إن تركت الإشباع أو إطلاق ما يناسبها يختل الوزن؟
فمثلا في (مثليا) أيمكن إطلاق الألف لفظا أو لا بد من إبدال كلمة تنتهي بساكن؟
نعم أخي الحبيب ، إذا وقعت كلمة (مثلي) في (الضرب) وكان روي قافيتك هو الياء المفتوحة جاز لك بل وجب عليك زيادة ألف الإطلاق لفظا ورسما.
وفتح ياء الإضافة كالتي في (مثلي) وجه صحيح في اللغة ، وقد ورد في بعض قراءات القرآن العظيم ، كما في رواية حفص عن عاصم في قوله تعالى:
{وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا (بيتي) للطائفين والعاكفين والركع السجود} [سورة البقرة:125].
وفي بعض القراءات الصحيحة بإسكان الياء من (بيتي).
معذرة يا شيخ، حدث خطأ في كتابتي!
الذي أعني هو إذا وقعت كلمة (مثليا) في العروض. فأخطأت وكتبت: في (الضرب)!
لأنكم قد فصلتم لي الأحوال الثلاثة حال كونها في الضرب منذ. والذي أسأل عنه الآن: أحوالها في العروض.
جزاكم الله خيرا
قد شعرتُ بأن هذا قصدك ولـكني آثرت أن أجيب عن المكتوب .
المهم: عروض الطويل مقبوضة دائما =(مفاعلن) فيجب أن تنتهي بساكن صحيح أو مدي ، فكلمة (مثلي) بإسكان الياء أو بفتحها دون مد لا يصح استخدامها مكان تفعيلة العروض في هذا البحر لأن وزنها بإسكان الياء =(فعولن) وهذا الوزن لا يصح في عروض الطويل ، ووزنها بفتح ياء الإضافة دون مد =(مفاعل) -بضم اللام- وكأنها دخلها القبض ثم الكف! وهذا الوزن أيضًا لا يصح ، لأن القبض والكف لا يجتمعان في تفعيلة واحدة أبدا .
فما لك غير ثلاثة حلول :
1- فتح ياء (مثلي) وإثبات ألف بعدها كما فعلت: (مثليا)، وذلك من باب الضرورة الشعرية ، ولـكنها ضرورة غير مستساغة وفيها من الضعف والركاكة ما فيها !! بل لعلها تكون مردودة .
2- التصريع – وقد سبق بيانه – ولكن يلزمك تغيير قافية القصيدة (الواقعة في الضروب) بحيث يكون الروي حرف ياء مفتوحة موصولة بألف مدية حتى تتطابق القافية مع لفظ (مثليا) .
3- الاستغناء عن هذه الكلمة والبحث عن كلمة أخرى على وزن (مفاعلن) تحقق المعنى المراد ، أو تغيير الشطر أو البيت كله.
وهذا ما أنصحك به .
____________
*ملحوظة !! : ربما يدخل الموقع الآن في وضع الصيانة ويتم تعطيله مؤقتا ، فأي تعليق جديد ربما يتم فقده ، فإذا كان لديك أسئلة أخرى فإما أن تؤجلها وإما أن ترسلها عبر صفحة “قصائد منهجية”. بارك الله فيك.
جزاكـم اللـه خيــرا
ويا لَيْتَ بَعْدَ الْنّأْيِ وَصْلٌ مُزَيِّنُ === لِدَارٍ خَلَا مِنْهَا حَبِيْبٌ و آهِلُ
بيت واحد لا يكفي ، اجعلهما بيتين على الأقل ، لنرى مدَى الالتزام بالوزن في البيتين ، وكذلك ليظهر اتساق القافية في البيتين من عدمه .
–
*ملحوظة: غير مسموح بكتابة أبيات الغزل والعشق والهوى !! وهذا البيت لا يظهر فيه بأس ، ولكنني أؤكد على هذا الأمر قبل أن يقع فيه أحد .
و يا ليت بعد النّأي وصلٌ مُـزيِّـنٌ === لدارٍ خلا منها حبيبٌ و آهلُ
إذا مـا تـناوَحَتْ فُـوَيْقَ بطاحها === رياحٌ تـرَى لها حَـنينٌ يُـقَــتِّلُ
جَميلٌ – أخي في الله – شِعْرُكَ طَـيِّبٌ === ولَـكِنْ أَتَى التأْسيسُ في مَـدِّ (ءَاهِـلُ)
وَلَمْ تَـلْـتَـزِمْ بالمَـدِّ في الـضَّـرْبِ ثـانـيًـا === فَـهَــذَا (سِـنَادٌ) لَـيْسَ يَـرْضَـاهُ فَـاضِـلُ
وَرَفْـعُ (حَـنِـينٌ) حَـقـهُ الـنَّـصْـبُ يا أخي === تَـدَبَّـرْ فَإنَّ اللَّـحْـنَ في الـنَّـحْـوِ قَـاتِـلُ
هل يجوز تتالي القبض في التفعيلات ( فعول مفاعلن فعول مفاعلن ) ؟
تذكَّر أولاً أن عَروض الطويل مقبوضة دائمًا ، وكذلك الضرب إذا أصابه القبضُ لَزِمَه في سائر الأبيات .
أمَّا تفعيلات الحشو فلا أعلم مانعًا من تتالي قبضها على الصورة التي أشرتَ إليها ، هـذا من جهة القواعد العَروضية ، ولكن من جهة راحة الآذان والإحساس بتناسق الأوزان أجد في قبض (مفاعلن) غَضاضة !! ولا ألجأ إليه إلا إذا ضاق عليَّ النظمُ بما رَحُبَ ، بخلاف قبض (فعول) فهو حسنٌ مريح للآذان ولا يكاد أثره يُلاحَظ .
بارك الله فيك أخي و جزاك خيرا
بالنسبة للحن الحنين هو الذي (ترى ) أي تراخى
أحسنتَ . بارك الله فيك، ظننتها من الرؤية فيكون الفاعل ضميرًا مستترًا تقديره (أنت) ، و(حنين) مفعول به ، ولذلك طالبتك بنصبه.
ما عليك شيء أحسن الله إليك
يحزّ الْحشىْ هوْلٌ مفلٌّ سنانه === فما هوْ بنافذٍ يريْح و يخْصل
بالنسبة ل (هوْ ) هل من الحسن أن تكون على هذا النحو
أم فتحها و حذف حرف الجر في ( نافذ )
إذا أسكنتَ الواو تكون قد لجأتَ إلى الضرورة بدون ضرورة !! والضرورة مخالفة لقواعد النحو والصرف ، فهي وإن كانت جائزة في الشعر مستساغة أحيانًا ، إلاّ أنه لا شك في أفضلية تركها والترفع عن الوقوع فيها بدون حاجةٍ مُلِحَّة.
فالاختيار الثاني هو الأحق بالاتباع: تفتح واو هو على الأصل في الوصل ، وتحذف حرف الجر الزائد بعدها وترفع (نافذ).
بالتوفيق دائمًا .
جزاك الله من كل خير
ما حكم القبض في جزء الثالث أي في الحشو من عجز البيت؟
جائز ، وله شواهد ، منها:
قول زهير بن أبي سلمى في مُعَلَّقته المشهورة:
فَلا تَكْتُمُنَّ اللهَ مَا فِي نُفُوسِكُمْ
لِيَخْفَى وَمَهْمَا يُكْـتَمِ اللهُ يَعْلَمِ
يُؤَخَّرْ فَـيُوضَعْ فِي كِتابٍ فَـيُدَّخَرْ
لِيَوْمِ الْحِسَابِ أَوْ يُعَجَّلْ فَـيُـنْـقَمِ
بارك الله لكم ونفعنا بعلمكم !
وفيكم بارك الرحمن.
ونسأل الله أن يعلمنا ما جَهِلْنا.
ما العمر الا جهاد انت باز له وما الموت الا قبرا انت واصله فمن اعطى واخفى فئن الجنة هي المئوى ومن لم يعطي واستكبر فئن جهنم واصلته اخي المسلم كن مئمنا ليس الاسلام ايمان فالاسلام قول الشهادة والايمان احكام وافعال ولا تكن زالك الظالم وكن عفوو كجلاله فليس الظالم رابحا فيوم القيامة يحاسب فئما المستظلم يائتيه ضاحكا ويستظل بظله سبحانه الشاعر ؛ساري محمد علوش البالغ من العمر 15 عاما ؛وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم؛وشكرا
مرحبًا بك أيها الابن الحبيب وحيَّاك الله ورفع قدرك.
ولكن هذا الذي كتبتَه وإن كان يحوي بعض المعاني الجميلة، إلا أنه ليس بشعر ولا ينطبق عليه أي شرط من شروط وضوابط الشعر العربي الفصيح.
كما أنه لا يخلو من أخطاء لغوية صريحة.
فأنصحك أيها الابن الحبيب بمذاكرة هذه السلسلة من الدروس ابتداءً من أول درس إلى آخر درس قبل أن تتسرع في محاولة نظم الشعر.
وقبل ذلك ينبغي عليك مدارسة أهم قواعد النحو والصرف.
فاعمل بنصيحتي -بارك الله فيك- واجتهد في إصلاح نيتك تُوَفَّق بإذن الله.
السلام عليكم أستاذ أريد أن أعلم إن كان هناك خطأ في التفعيلتين الأخيرتين لهذا البيت و إن كان كذلك هل يمكنك كتابته عروضيا
فِداك الشبابُ و المشيبُ تَحَمُّلاً
فَلُقْياكِ يُغْنِي البِشْرَ بِالازْدِيادِ
و شكرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فِداكِشْ(فَعُولُنْ) شَبابُ وَلْ(مَفاعِلُنْ) مَشِيبُ(فَعُولُ) تَحَمْمُلَنْ(مَفاعِلُنْ)فَعُلُنْ ) دِيادِ(فَعُولُ).
فَلُقْيا(فَعُولُنْ) كِ يُغْنِ لْبِشْ(مَفاعِيلُنْ) رَ بِلِزْ(
وقد يصح الوزن إذا استبدلت همزة الوصل بهمزة قطع في لفظ (بالازدياد) على سبيل الضرورة المستساغة.
فَلُقْيا(فَعُولُنْ) كَ يُغْنِ لْبِشْ(مَفاعِيلُنْ) رَ بِلْإِزْ(فَعُولُنْ ) دِيادِ(فَعُولُ).
هذا، وأنصحك بعدم الانشغال بقصائد الغزل، وإن كنتَ فاعلًا لا محالة فلزوجتك فقط.
شكرا لك فلي بيتان آخران بهما أيضا الافتقاد و الارتداد اذن يمكن استبدال همزة وصل بقطع لأجل الضرورة شكرا لك.
وفي الحقيقة هذا ليس غزل إنما هو للأم.
عفوًا ! لم أنتبه لتعليقك إلَّا الآن.
نعم يمكن، ولكن القاعدة تقول: “الضرورة تُقَدَّر بقَِدْرها”، فلا يُحمَد الإكثار من الضرورات الشعرية، وخاصةً إذا كررت نفس النوع في نفس القصيدة، فهذا يجعل الضرورة وكأنها أصلًا، وإنما هي خروج عن الأصل يلجأ إليها الشاعر إذا أفلس وضاق به النظم، فحاول ألَّا تستسلم سريعًا؛ واجتهد ما استطعتَ في تعديل أبياتك واختيار كلماتك، وخاصةً أنها قصيدة للأم -كما ذكرتَ- فاجعلها في أجمل ثوب وأرقَى حُلَّة، بما يتناسب مع عظيم فضل الأم، بارك الله فيك وفيها وأعانك على برها.